خذلتنا بعض الأعمال بالنصف الأول من رمضان بهذا الموسم الذي ينتظر فيه المشاهدون أسماء بعينها تعودنا منها على التميز.
فبدأت بعض المسلسلات بسيناريو متماسك ثم وقعت في فخ الإطالة والأحداث غير المنطقية التي تتعارض مع بناء الشخصيات وتاريخها، فيما هناك أعمال أخرى بدت سيئة من أول حلقة.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
وسط هذا الاستسهال وضعف الكتابة، يحقق مسلسل الشرنقة نجاحا مختلفا لتميز عناصره، منذ اختيار اسم العمل وحتى بقية العناصر.
حازم الشخصية الرئيسة بالمسلسل وسط شرنقة ابتكرها السيناريست المتميز عمرو سمير عاطف، وفي حالة من الاختناق الدائم داخلها ونتابعه طوال الحلقات على أمل التحرر منها ووصله لحياة مستقرة حرة.
ومن أهم أسباب نجاح الشرنقة هو السيناريو المحكم الذي تميز بالموسم الرمضاني لعدة أسباب:
1 - السرد اللا خطي الذي تبناه عمرو سمير عاطف بالمسلسل نوعية صعبة جدا من الكتابة، ولكن نجح عاطف باستخدام السرد اللا خطي ومشاهد الفلاش باك بإثارة عنصر التشويق، وكذلك وضع العقد في محلها بكل حلقة كي لا يفكر المشاهد مرتين في استكمال المسلسل.
2 - وسط مسلسلات كثيرة تعرضت للمرض النفسي بعد انتشار الوعي به، نجح عمرو سمير عاطف في جذب المشاهد لشخصية تعاني من مرض لم تتعرض له الدراما تقريبا من قبل، وهو مرض "اضطراب الهوية الانفصالي" الذي يعاني فقط شاهدنا أعمالا كثيرة تتعرض لمرض فقدان الذاكرة، ولكن هذا الاضطراب تحديدا لم يتعرض له أحد بهذا الشكل التفصيلي.
يحسب لعمرو سمير عاطف أيضا تناوله لهذا الموضوع دون مشاهد مملة مقحمة تعطي المشاهد معلومات عنه بالملعقة وبشكل أكاديمي كأننا بقاعة محاضرات، ولكن عرفنا معلومات عنه داخل مجموعة من المشاهد موظفة دراميا.
3 - بناء الشخصيات في هذا المسلسل رائع، فشخصية سلمى المحجبة المتدينة يليق بها رد فعلها بعد وفاة حمزة أن تربط بين وفاته وبين المال الحرام الذي تسلل لبيتها عن طريق عمل حازم غير المشروع، فطبيعة المتدينين الربط بين كل ابتلاء وغضب الله أو ذنب ما.
أما عن حازم فماضيه الأسري يتماشى مع ضعفه أمام المال وربطه بالقوة والأمان، وكذلك صدمته في وفاة ابنه التي كانت محركا لتغير الشخصية ووقعوها في فخ المرض وخاصة أنه كان يجمع المال بأي شكل كي ضمن لابنه حياة مختلفة عن ماضيها الشخصي.
لم يترك عمرو سمير عاطف شخصية رئيسة بالعمل إلا وخلق لها ماضٍ يليق بردات أفعالها، فعرفنا دوافع دنيا وأنور لأفعالهما من مشهد قصير بينهما في قعدة فضفضة لم تكن مقحمة على المشاهد، بل ساعدت المشاهد لفهم ما هم عليه الآن.
4 - المفاجأت الدرامية المقنعة ساعدت هذا العمل في تحقيق نجاح كبير، فكلها منطقية ، كحقيقة شخصية يحيى مثلا، أو طبيعة شخصية دنيا التي تكتشفها مع الوقت وتحرك أفعالها الأحداث.
الإخراج
يتألق محمود عبد التواب في هذا العمل بإخراج متميز، فينتقل بنا إلى عالم تجار المخدرات والأكشن والإثارة بحركة كاميرا سريعة موترة، و (كلوزات) لوجه حازم ويده المرتعشة من تأثير ما يعانيه من مرض نفسي وتعاطيه المخدرات، وكذلك كي يجعلنا نتوحد مع مشاعره التي يظهرها دائما من خلال هذه اللقطات القريبة والتي تضع المشاهد في حجر الزاوية كي يستكمل المسلسل ويشعر دائما بالتوتر والتشويق.
أما عن الألوان فجميعها تقريبا قاتمة مع عالم الجريمة، ومشاهد هذا العالم معظمها ليلية تتناسب مع طبيعة هذا الحياة التي يعيشها أصحابها في الظلام، فقط لم أجد استخدام الأغاني موفق، بل وجدت تكرارها مقحما يفصل المشاهد عن الأحداث.
التمثيل
هذا الموسم الرمضاني يتألق الكثير من أصحاب المواهب الحقيقية كالفنانة الشابة مريم الخشت التي حافظت على أداء رائع بالحلقات متتالية في دور جديد على ما قدمته من قبل، وقد يرى البعض أن الدور عاديا، ولكن تحول شخصية سلمى بالحلقات الأخيرة لامرأة قوية تلاعب يحيى بالكلام كي تنفذ أوانر حازم، وتهرب من تجار المخدرات يجعلك تفكر في صعوبة الدور وطبيعته المختلفة مرة أخرى.
وأرى أن البطولة يتقسامها جميع أبطال العمل خاصة الفنان الرائع محمد عبده الذي تألق من قبل في مسلسل "رقم سري" ويلعب اليوم دورا آخر مختلفا تماما يعلم فيه الكثيرين كيف يمكن للمثل أن يقوم بدور الشرير دون انفعالات زائدة أو مفتعلة.
أما عن الفنان رامي الطمباري فأتحفنا خاصة بمشاهد هلوسات حازم ولعبه دور الشيطان فيها تارة ودور ضميره مرة أخرى، ومن لا يعرف حقيقة موهبته فعليه مشاهدة العملين "صوت وصورة، رقم سري" كي يقارن بين دوره هناك وهنا، دور الضابط الطيب الإنسان المثقف، ودور تاجر المخدرات في عالم الجريمة في تضاد بين الدورين أظهر موهبة كبيرة كسبها هذا الموسم الرمضاني.
وظهور وجوه أخرى تتمتع بموهبة كبيرة ساعد العمل على النجاح ، كظهور صدقي صخر في دور مختلف بأداء رائع وتفاصيل ربما خلقها بنفسه، وكذلك سارة أبي كنعان، والفنان الكبير صبري فواز، والفنان ياسر عزت.
وعلى صعيد آخر فأحمد داود موهبته أكبر مما رأيناه بهذا العمل، فكنت أتمنى أن أشاهد أداء أحمد داود الذي بذل مجهودات كبيرا في فيلم "أولاد رزق" ومسلسلات كهذا المساء وجراند أوتيل.
الشرنقة مسلسل يستحق المشاهدة يدخلك في عالم مليء بالإثارة والغموض.
اقرأ أيضا:
رامز جلال يسخر من مصطفى أبو سريع في "رامز إيلون مصر": صاحب الوسط المرعوش ... الرجل الخنفسة
فيديو - "كلام عينيه" لشيرين عبدالوهاب ومدين تتصدر أحد مشاهد مسلسل "إخواتي" في رمضان 2025
"إش إش" VS "نعمة الأفوكاتو" … خلطة مي عمر التي لا تستغنى عنها
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5