مازال فيلم Wonder Woman المستوحي عن إحدى شخصيات مجلات "دي. سي" الهزلية، ومن بطولة جال جادوت ومن إخراج باتي جنكنز يحقق نجاحات كبيرة، منذ بدء عرضه في دور العرض السينمائية الأمريكية في 2 يونيو الماضي.
وبخلاف أن Wonder Woman أصبح رسميا هو أكثر فيلم حركة من تنفيذ مخرجة محققا للإيرادات في التاريخ، فحقق انفرادا آخر، وهو أنه أصبح أكثر أفلام شركة "دي. سي" للقصص الهزلية المحققة للإيرادات في شباك التذاكر المحلية، متفوقا في ذلك على الفيلم الذي شهد على أول ظهور لشخصية "واندر وومان"، وهو Batman v Superman: Dawn of Justice من إنتاج 2016؛ فحقق Wonder Woman إيرادات بلغت 330.5 ملايين دولار في 28 يوم فقط، أما Batman v Superman: Dawn of Justice فحقق 330.3 ملايين دولار بعد عرضه لمدة 84 يوما.
طالع أيضا- تعرف على آراء النقاد في فيلم Wonder Woman.. أخيرًا DC تصنع فيلمًا يستحق المشاهدة
وإذا بحثنا عن إجابة للسر وراء النجاح الكبير لـ Wonder Woman، الذي استطاع أن يبث الأمل من جديد في نفوس القائمين على شركة "دي. سي" للمجلات الهزلية، بشأن تقديمهم لأفلام ناجحة على غرار أفلام منافستها الأولى شركة "مارفل" للقصص الهزلية، فسنجد أن الفيلم ليس مجرد قصة بطلة خارقة، وإنما هو يفوق هذا في العوامل التالية:
* انتصار للمرأة
كان لابد لـWonder Woman أن يحقق نجاحا ملحوظا هذه الأيام، وسط المطالب العالمية بنيل المرأة لحقوقها، ومساواتها مع الرجل، فبطلة الفيلم "ديانا برينس" هي أميرة أمازونية، وُلدت ونشأت في مجتمع نسائي من الدرجة الأولى يتسم بالقوة الخارقة، ولم يدخله ذكر واحد، وبسبب هذا أصبحت نقية للغاية، حتى أنها عندما التقت بأول رجل في حياتها، وهو الجاسوس الأمريكي "ستيف" (كريس باين)، وقررت أن تعود معه للعالم الحقيقي من أجل العثور على الإله الشرير "أريز" والقضاء عليه، شددت والدتها عليها قبل رحيلها بألا تضعف أمام مجتمع الرجال، والسبب أنهم لا يستحقون براءتها وشهامتها.
ويعزز الفيلم بشكل عام دور المرأة في المجتمع، وعدم التقليل من شأنها، وذلك في عدد من المشاهد الرئيسية لـ "ديانا برينس"، ومنها عندما دخلت للبرلمان البريطاني وسط كل أعضائه الرجال، وصرخت في وجههم، وهو ما أثار حفيظتهم واندهاشهم الشديد، خصوصا وأنها كانت فترة الحرب العالمية، التي اتّسمت بالتحفظ الشديد مقارنة بالوقت الحاضر.
أيضا هناك المشهد، الذي شهد على أول إبراز من "ديانا برينس" لمهاراتها القتالية، وقواها الخارقة، عندما تقدّمت صفوف العساكر الرجال، ووصلت إلى خط العدو الألماني، ودمرتهم بمفردها، ما شجّع حبيبها "ستيف" ورفاقه من الجنود للمضي خلفها، وكأنها هي قائدتهم في الحرب.
* رسالة الحب والسلام
لأن بطلة الفيلم "ديانا برينس" كما ذكرنا في البداية أنها قادمة من مجتمع نقي وبريء، لم تطأه قدم رجل واحد، فأعربت عن استهجانها الشديد من سبب اندلاع الحرب العالمية في المقام الأول، وهو أن الإنسان هو أصل كل الشرور، وهو من يُلحق الدمار والخراب لنفسه، ما يجعلها تناهض هذه الحرب بشدة، وتكافحها بوسيلة دفاع واحدة، وهي بنشر الحب.
* "ونوس"!
أيضا يعرض فيلم Wonder Woman مناقشة رائعة لفكرة الصراع الأزلي بين الخير والشر، وذلك في المواجهة الأخيرة التي وقعت بين "ديانا برينس" وبين الإله الشرير "أريز"، الذي انشق عن والده الإله الطيب "زيوس"، ويحاول تقليب البشر ضد بعضهم البعض على مر الأزمنة لإحداث حروب بينهم في شتى بقاع الأرض، ولكنه ينفي هذه التهمة عن نفسه أمام "ديانا"، ويؤكد لها أن كل ما يفعله هو مجرد تقديمه لاقتراحات لهم، وأنهم من يملكون القرار النهائي بشأن العمل بها أم لا.. ما يذكرنا بالشيطان في مسلسل "ونوس" من رمضان 2016، وهو يتملّص من أنه السبب الرئيسي في تدمير الإنسان.
أعتقد أن العوامل الثلاثة الرئيسية السابقة هي السبب وراء نجاح Wonder Woman، وجعلت كل من شاهده يتأكد بأنه يلعب خارج الفكرة التقليدية لأفلام الأبطال الخارقين، فهو يحمل رسائل ضمنية عن السلام العالمي، والمساواة بين الجنسين، وصراع الخير والشر، ويرجع الفضل في هذا إلى السيناريو المكتوب بحرفية عالية بواسطة ألان هاينبرج، الذي سبق له كتابة مسلسلات ناجحة، مثل Scandal، وSex and the City، وGrey's Anatomy.
ولكن هل الممكن أن تكون السياسة وراء ذلك النجاح المبالغ فيه لـ Wonder Woman؟ وأتحدث هنا عن بطلته جال جادوت، بسبب جذورها الإسرائيلية، ما يجعل هوليوود التي هي أغلب مؤسسيها من اليهود توفر دعما غير طبيعيا لها ولصناع الفيلم، خصوصا وأنه يروّج للسلام العالمي ببوق إسرائيلي، وهو ما دفع لبنان أن تحظر عرض الفيلم في المقام الأول، عملا بتعليمات مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية.
إسرائيلية تثير استنكار محبو "باتمان" و"سوبر مان" لتجسيدها Wonder Woman
وإذا كان ظني في محلي، وهو أن السياسة هي عامل إضافي وركيز وراء نجاح فيلم Wonder Woman، فهذا يعني أن هوليوود تتّبع سياسة "السم في العسل" مع المشاهدين، ما يجعلنا أمام مؤشر خطير حول توجيه المتفرج نحو أفكار محددة والتلاعب به، خصوصا وأننا إذا نظرنا لجال جادوت، فهي لا ترقى تماما للممثلة التي سبقتها في تجسيد هذه البطلة الخارقة، وهي ليندا كارتر في المسلسل التلفزيوني بالسبعينيات، التي كانت معبّرة تماما عن أنوثة وجرأة وجمال "ديانا برينس"، وكان من الممكن أن يتم استبدال جادوت بالعديد من الممثلات اللائي يفوقونها في تجسيد "ديانا"، سواء من الناحية الجسدية أو التمثيلية.
ناقشني عبر Twitter @Ktaha80
شاهد إعلان فيلم Wonder Woman
تعرف على السينمات المعروضة لفيلم Wonder Woman من دليل السينما من Filbalad.com