لماذا تعمد الإعلامي الساخر باسم يوسف إثارة التساؤلات والفتنة بين الشعب والسلطة بالتشويش على برنامجه "البرنامج"؟ هل جاء ذلك بسبب انخفاض مؤشر جماهيريته كما يردد البعض؟، أم لتأكيد أنه مضطهد من النظم والسلطة ونصير المظلومين والشعب؟، أم أنه يغطي على عدم قدرته على السخرية من "السيسي" بهذا التشويش؟
هل بالفعل باسم يوسف يحتاج لهذه الضجة؟!
بالأرقام -ولا أقصد نسب المشاهدة التي تُعلن عنها القنوات- شعبية باسم يوسف في ارتفاع ملحوظ، وهناك العديد من الأدلة.. مثلا اعتراف الكوري "ونهو تشونج" بأن شعبيته زادت بعدما ظهر في "البرنامج"، ربما الفنان الكوري مأجور أو يحاول تهويل الأمر، هل موقع Twitter متآمر مثلا على الشعب المصري مع باسم يوسف يظهر "#رجعوا_جماهير" الأول رواجا فور الإعلان عنه بالبرنامج ليوهم المتابعين أن نسبة مشاهدة باسم في ارتفاع!
تحليلات المواقع العالمية لسلوك متابعي باسم يوسف لن يكون خاطئ وخاصة إذا كان الموقع مصمم لكشف الحسابات المزيفة وشراء المتابعين مثل Social Baker.
فعدد مشتركي قناة "البرنامج" على موقع YouTube زاد من مليون و 800 ألف مشاهد إلى 2 مليون و200 ألف، بعد انتقاله لقناة MBC مصر.
أما عدد متابعيه عبر حسابه بموقع Twitter فزاد من 2 مليون و200 ألف إلى 2 مليون و600 ألف، وعلى صفحته الرسمية بموقع Facebook زاد من 4 مليون شخص تقريبا إلى 5 مليون ونصف!
أعلم أنه ليس بالضرورة زيادة المتابعين تعني الحب أو الإعجاب بالمضمون ولكن على الأقل فهو اهتمام لما سيصدر منه ومعرفة أفكاره وأرائه، ولكن في النهاية هذا يصب لصالحه.
باستعرض هذه الأرقام تسقط عن باسم تهمة محولة جذبه للاهتمام بسبب انخفاض شعبيته ومحاولة جذب الانتباه له ولما يقدمه.
وتأتي بعدها تهمة لفت الانتباه لتحقيق رقم أعلى عبر شاشات الانترنت، ولكن هل يدرك المقتنع بذلك أن المشاهدة عبر الانترنت من الممكن أن تدر بأموال على صاحب القناة ولكنها لن تحقق شعبية مثل ما تحققه شاشات التليفزيون؟ فهناك الكثير من المقاهي التي تعرض على شاشاتها "البرنامج" مما يضمن أن يشاهده نسبة أكبر من جمهور الانترنت ويحقق أموالا من وراء الإعلانات.
تناقض في الأقوال:
ألم يتعرض باسم بالفعل لتشويش في الحلقة الخامسة وأعلنت صفحة "الجيش المصري الالكتروني" انهم وراء ذلك!
تم اختراق الصفحة وإغلاقها على يد مجهولين.
وكان المسئول عن الصفحة أعلن تشويشه على القناة كاتبا: "وقالت المجموعة عبر حسابها بموقع Facebook إنهم نجحوا في الضغط على "سيرفر" البث الخاص بالقناة، لإحداث تشويش خلال عرض البرنامج.
وقال مدير الصفحة: " أنا شخصيًا مش بكره باسم ولا ضده بالعكس أنا من معجبيه، بس حبيت أديله قرصة ودن علشان يخفف شوية من المصطلحات والإسقاطات الإباحية والألفاظ الخارجة. أتمنى تكون الرسالة وصلت، و«بعدين كل شيخ وليه طريقته وإحنا دى طريقتنا في الهزار".
وأضاف المسئول الذي يحمل اسم "رمز العدالة": " توضيح اللي حصل مع باسم مش تشويش في فرق بين التشويش والضغط على جهاز البث واختراقه، التشويش بيكون بأجهزة إرسال بترسل إشارة على نفس التردد ودي مش بتكون إلا مع جهات سيادية وإحنا شباب لا نملك مثل هذه التكنولوجيا»، مضيفًا «اللي حصل هو إننا ضغطنا على سيرفر البث لمدة عشر دقائق من سيرفرات سريعة فهنج شوية".
وعاد نفس الشخص ليؤكد أنه ليس له علاقة في التشويش على "البرنامج" في المرة الثانية ويعلن أنه لا يستطيش التشويش على أي برنامج بل أقصى ما يمكنه فعله هو اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالعرض في القنوات، وبث ما يحلو له.
وكان مكتوب بالصفحة: "تم إغلاق الصفحة على يد مجهولين! وكانت الرسالة مكتوب بها: "#توضيح سؤال ليه بيقدروا يمنعونا من التـاثير على أجهزة البث وقت الإعلانات دي حاجه محيراني ممكن يكونوا استغلوا التشويش فى الحلقة الماضية في أنهم يهملو لنفسهم شعبية المرة دي"
وتابع: "واللي أنا بعمله مش تشويش ده اختراق أجهزه التحكم للقناة، أما التشويش ده ممكن تعمله جهات سيادية أو دول تملك الإمكانيات وبتشتري أجهزه غالية الثمن، أما اللي احنا بنعمله هو اختراق كمبيوترات القناة والتحكم فى العرض، يعني الموضوع لايمت للقمر الصناعي بأي صلة فهمتوا، يعني مثلا قناة (الشرعية) احنا اخترقنا جهاز التحكم فى العرض وشغلنا فيديو (تسلم الايادى) على القناة مش تشويش".
وأضاف: "اتمنى تكونوا فهمتو احنا شغلنا كله ببرامج انترنت وكلام الخبراء ان التشويش من داخل MBC صحيح لأننا مخترقين أجهزه كمبيوتراتها ومستحيل أصلا حد فى الكون يعرف يشوش على قناة من غير ما يأثر على باقى القنوات فهمتوا".
وهنا يأتي تضارب أقواله، فما حدث في المرة الأولى هو نفسه ما حدث في الثانية، فلو كان تم اختراق جهاز كمبيوتر MBC مصر في المرة الأولى لما كان تم تكملة الحلقة من الأساس وعرض أي شيء غيرها وليكن "تسلم الأيادي" كما اختار لقناة "الشرعية"!
باسم والسيسي
يرى البعض أن محتوى "البرنامج" متحفظ بعض الشيء في السخرية من تصريحات المشير عبد الفتاح السيسي خاصة عن التقشف، وذلك على غرار ما قام به في الموسم الثاني مع رئيس الورزاء وقتها هشام قنديل.
ربما لم يقرأ هؤلاء المتهمين مقال "أجيبلكم منين" الذي نشرته صحيفة "الشروق" منذ أيام، ولكن أتفق معهم على أن المقروء ليس بقوة المرئي والمسموع، ولكن الأمر في النهاية خاضع لأسرة إعداد البرنامج ليس للذوق العام، خاصة وأن باسم أشار لأنه "غير موضوعي وغير محايد".
ولمن يشكك في دور باسم يوسف الإعلامي، فهو رغم إيحاءاته وألفاظه، فهو يقدم دور كبير في التوعية والنقد بوقت كل الإعلام يسير في اتجاه معين.
التشويش على القناة متعمد أم غير متعمد، كان هذا الحوار الدائر بين محبي باسم ومناهضيه، ولكن الأمر ليس كذلك فهناك تشويش متعمد للعقول التي تحاول تحوير القصة والوصول لحقائق ترضي قناعاتها واتجاهاتها السياسية دون التفكير في الاستفادة من وراء ذلك وتصب في مصلحة من.
باسم غالبا يقبع في مكان ما يحضر لحلقته المقبلة لن يهتم كثيرا بالشائعات التي تخرج بين حين وآخر لتنال منه ومن سمعته ومن اهتمامه بـ"الشو الإعلامي" ليس أكثر، وربما يسخر من كل هذا في حلقته المقبلة من باب "فش الغل" ثأرا لسمعته وسخريته من مناهضيه، فهو الشخص الذي اتُهم فترة الإخوان بأنه عدو الدين والآن هو ينتمي لهم، ووسط هذا وذاك لم يهتم، بل واستقال من مهنته كطبيب ليركز أكثر في المجال الذي سوء سمعته.