في مسيرة تمتد على مدار 38 عامًا في صناعة السينما، وأكثر من 50 فيلمًا من بطولته وأخري من إنتاجه، ولكن في كل مرة كان يستمع إلي نصيحة عمه المنتج والممثل ناصر حسين بأن يتبع قلبه وأن يستمع دوما إلي صوته الداخلي، وأكد النجم الهندي عامر خان أنه اتبع تلك النصيحة في معظم الحالات، ففي كل مرة اتخذ فيها قرارًا عمليًا يُفترض أنه عقلاني كان يخطئ وكلما اتبع قلبه، كان على صواب.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
والهنود يعتبرون أبطال السينما لديهم لا يشيخون، بل يزدادون حدة وبصيرة، ومع بلوغ عامر خان الستين هذا العام، بعد ما يقارب أربعة عقود في عالم السينما، إذا احتسبنا ظهوره الخاطف في فيلم Holi عام 1984، قبل انطلاقته الحقيقية في Qayamat Se Qayamat Takعام 1988، لا يزال أحد أكثر النجوم احترامًا في الصناعة، ليس فقط لفنه، بل لسعيه الدائم نحو الكمال سواء في الأعمال التي يقوم ببطولتها أو ما يقوم بإنتاجه، من خلال اتباعه إسترتيجية مميزة جعلته يحقق نجاحات غير عادية، فالأعمال التي يقدمها يستطيع أن يجعلك تضحك دون أي لمسة تهريج، ويبكيك بأسى صامت، ويرعبك عندما يتصاعد التوتر، ولذلك تمكن ببساطة من أن يحتل قلوب وعقول جمهوره ليس في الهند فقط بل وعلى الساحة العالمية.
وفيلمه الأخير Sitaare Zameen Par خير مثال علي ذلك، والمقتبس من الفيلم الإسباني "أبطال" (Champions) الذي صدر في 2018، الذي يستند إلى قصة حقيقية لفريق كرة سلة مكوّن من أشخاص ذوي إعاقات ذهنية، حقق نجاحات رياضية ملهمة في إسبانيا. كما يستلهم الفيلم أيضاً من تجربة المدرب الأمريكي رون جونز، الذي درّب فريقاً مشابهاً كجزء من خدمة مجتمعية، وتم توثيق قصته في كتابه 𝐁-𝐁𝐚𝐥𝐥: 𝐓𝐡𝐞 𝐓𝐞𝐚𝐦 𝐓𝐡𝐚𝐭 𝐍𝐞𝐯𝐞𝐫 𝐋𝐨𝐬𝐭 𝐚 𝐆𝐚𝐦𝐞، والذي تم تحويله لاحقاً إلى فيلم تلفزيوني بعنوان (𝐎𝐧𝐞 𝐒𝐩𝐞𝐜𝐢𝐚𝐥 𝐕𝐢𝐜𝐭𝐨𝐫𝐲) عام 𝟏𝟗𝟗𝟏.
ويجسد عامر في الفيلم الي يعرض حاليا دور "غولشان أرورا" مدرب كرة السلة الشهير، والذي يُرسل لتعليم اللعبة لمجموعة من الأطفال ذوي الاضطرابات العصبية وأصحاب الهمم كجزء من خدمته المجتمعية لمدة ثلاثة أشهر بعد اتهامه بالقيادة تحت تأثير الكحول، في البداية يرفض الفكرة ولكن سرعان ما يحدث تحول مؤثر لكل من المدرب وطلاب، حيث يندمج معهم في تجربة مليئة بالإلهام والدروس الإنسانية العميقة.
الفيلم من إخراج آر. إس. براسانا، ومن إنتاج عامر خان وأبارنا بوروهيت، تلعب جينيليا ديشموك دورزوجة عامر، بجانب طاقمًا مساعدًا قويًا من الممثلين المخضرمين أمثال دولي أهلواليا، وجوربال سينج، وبريجيندرا كالا، وأنكيتا سيجال، وعلى الرغم من أنه نادرًا ما تم تهميش عامر خان أو تجاوزه في أي عمل، فقد حافظت موهبته التمثيلية، ونجوميته المستمرة، وحسه الإبداعي المتميز على مكانته المرموقة. لكن في فيلم Sitaare Zameen Par (نجوم على الأرض)، يتراجع خان إلى المرتبة الثانية، مفسحًا المجال لمجموعة من الممثلين الشبان، المتنوعين ومعظمهم يظهرون لأول مرة، والذين يسرقون الأضواء في كل مشهد يظهرون فيه، وهم داتا، وغوبي كريشنا فارما، وسامفيت ديساي، وفيدانت شارما، وأيوش بهنسالي، وآشيش بندسي، وريشي شاهاني، وريشاب جاين، ونامان ميشرا، وسيمران مانجيشكار.
الفيلم كل من شاهده أكد انه بمثابة رسالة تقول لكل من يشعر أنه مختلف أو منسي، أنت نجم على هذه الأرض، وإن لم يرَاك العالم بعد، فموعدك مع التألق قادم، هذا العمل يدمج بين الرياضة، التحدي، والإنسانية بطريقة فريدة. لا يُعلّمنا فقط كيف نكسب المباريات، بل كيف نكسب القلوب، هو دعوة للنهوض، للتسامح مع الذات، وللإيمان بأن التغيير ممكن، مهما كانت الصعوبات، تلك هي الخلطة التي يقدمها عامر دوما في أعماله التي تصل إلي القلوب وتحفر مكانها بقوة بداخلهم.
كما أن شباك التذاكر ساهم في التأكيد على ثقة الجمهور في اسم عامر الدي دائما يرتبط بالأفلام الهادفة والمختلفة عن السائد ورغم إن الفيلم اجتماعي و ليس من النوع الجماهيري الصاخب إلا إن الأصداء كانت إيجابية والناس بدأت تتكلم عنه بشكل واسع وهذا يعطي مؤشر قوي إن الإيرادات سترتفع أكثر خلال الأيام القادمة خصوصًا مع قوة المحتوى والرسالة، فعامر ليس نجم عادي هو اسم يرتبط بالمضمون والوعي وأفلامه دائمًا تترك أثر كل عمل له بصمة والنجاح اللي يحققه اليوم هو نتيجة لمسيرة طويلة من الاختيارات الذكية والمحتوى القريب من الناس.
الفيلم يعد تكملة فكرية لفيلمه "Taare Zameen Par" الذي صدر عام 2007، وتدور أحداثه حول إيشان، الذي يتعرض لانتقادات من والديه بسبب أدائه الدراسي الضعيف، مما يدفعهم لإرساله إلى مدرسة داخلية بحثًا عن الانضباط والتحسن، لكن رام مدرس التربية الفنية، يكتشف أنه يعاني من عُسر القراءة، ومن هنا تبدأ رحلة ملهمة، حيث يمد له رام يد العون، ويساعده على تجاوز محنته واكتشاف مواهبه وقدراته الفريدة، فلقد ركز العمل على التحديات الإنسانية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مقدمًا تجربة عاطفية أثرت في الجمهور، ولكن الفيلم الجديد نهجًا مغايرًا يُقدم رؤية أكثر إشراقًا للقضية نفسها.
وفي حديثه عن الفيلم، قال عامر خان: "إنها قصة جميلة. يمكن وصفه بأنه فيلم مؤثر للغاية يجعلك تبكي، ولكنه أيضاً فيلم فكاهي. يتناول موضوع الأشخاص ذوي القدرات والذكاءات المختلفة، أو التحديات المتنوعة، لكنه يظل فيلمًا فكاهيًا وليس عاطفيًا."
وأشار خان انه جعل شركته منصة "لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة" من أحاسيسه و"تريد أن تروي القصص" التي تهمه، ومنها فيلمه الأخير Sitaare Zameen Par و Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو والتي اخرجته أيضا، ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، كحقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد "أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة، أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري".
اقرأ أيضا:
تفاصيل 3 لوحات نسبتها مها الصغير لنفسها وعرضت في برنامج "معكم"
فيديو - إدوارد يروي باكيا تفاصيل اكتشاف إصابته بالسرطان: مريت بأسوأ شهور حياتي
أول ظهور لـ عبير صبري بعد الطلاق
لا يفوتك: ليه كلنا بنحب عبلة كامل؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5