أحسن مخرج وممثل: العميل السري – البرازيل
من بين كل أفلام مسابقة كان هذا العام، يمكن توقع استمرار "العميل السري The Secret Agent" للمخرج البرازيلي كليبر ميندوسا فيلو لأطول وقت ممكن في سباق الجوائز وصولًا للأوسكار، لأسباب عديدة منها موضوعه الجذاب عن فترة الديكتاتورية في البرازيل التي كانت موضوعًا لفيلم حقق نجاحًا مماثلًا العام الماضي هو "لا زلت هنا I'm Still Here"، وإيقاعه الشيق الذي لا يحتاج مشاهدًا من نوع خاص كي يتفاعل معه ويتابعه، بل هو أقرب في كثير من أجزائه لإيقاع المسلسلات الرائجة على المنصات الإلكترونية.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
يضاف إلى ذلك قيمة بطله فاجنر مورا، الذي يمكن اعتباره من الآن أحد المرشحين لأوسكار أحسن ممثل. النجم الذي انتشرت شعبيته العالمية منذ لعب دور زعيم عصابات المخدرات الشهير بابلو إسكوبار في المسلسل فائق النجاح "ناركوس Narcos" يظهر هنا في صورة مغايرة تمامًا، كرجل حالم شريف، يحمل ماضيًا يجعله مهددًا بما يفوق قدراته، لكنه يحاول عبر التواصل مع من يشبهونه من المهددين من قبل تحالف الفساد والجريمة في برازيل السبعينيات أن يبلغ النجاة.
بينما كانت المنافسة على جائزة أحسن ممثلة محيّرة بين أكثر من دور حمل مورا "العميل السري" وحلّق به بعيدًا، مستغلًا قدرة المخرج ميندوسا فيلو على توجيه الممثلين لإظهار أحسن ما لديهم، وإعادة خلقه لتلك اللحظة الموحشة من تاريخ البرازيل بنجاح مثير للإعجاب، ليكون الناتج فيلمًا كبيرًا، كان الوحيد الذي نال جائزتين من لجنة التحكيم، ناهيك عن فوزه قبلها بساعات بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي). فيلم ستسمع اسمه يتردد كثيرًا خلال الأشهر المقبلة.
أحسن ممثلة: الأخت الصغيرة – فرنسا
بعد منافسة مع عدد من الأدوار المتميزة، على رأسها النجمة الأمريكية جينفر لورنس عن فيلم المخرجة لين رامزي "مُت يا حبي Die My Love" والنجمة النرويجية ريناته ريسنفي عن الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى "قيمة عاطفية Sentimental Value"، قررت لجنة التحكيم برئاسة النجمة جوليت بينوش منح جائزة أحسن ممثلة لموهبة صاعدة تؤدي دورها التمثيلي الأول على الإطلاق، هي نادية مليتي، بطلة فيلم "الأخت الصغيرة The Little Sister".
مثل مخرجة الفيلم الممثلة الفرنسية تونسية الجذور حفصية حرزي تنتمي نادية مليتي إلى جذور جزائرية. لا تمتلك الشابة ذات الثلاثة وعشرين عامًا أي خبرة تمثيلية، لكن حرزي وجدت فيها ضالتها، لتجسد الدور المركب الذي تعيد المخرجة فيه زيارة التساؤلات التي شكلت جانبًا كبيرًا من مسيرتها الفنية: تساؤلات الهوية والمعاصرة، وكيف يمكن أن يتوازى داخل إنسان (خاصة لو كانت امرأة) الارتباط بالجذور والعيش وفقًا لقواعد الحياة الغربية.
بطلة الحكاية فاطمة، مراهقة من جذور جزائرية تستعد لترك الدراسة الثانوية ودخول الجامعة، لديها حياة اجتماعية ناجحة وعلاقة جيدة بأسرتها، لكنها تبدأ في إعادة تعريف كل شيء عندما تكتشف ميولها الجنسية، وإنها تنجذب إلى الفتيات لا الرجال. وبالرغم من الموضوع الذي قد يظن البعض أنه لا يخص إلا فئات بعينها من المشاهدين، تتمكن حفصية حرزي من صياغة مسار متشابك لبطلتها، يمكن أن يتفاعل معه كل من يمتلك تساؤلات مقاربة حول الجذور وعلاقتها بالواقع اليومي، بغض النظر عن الرغبات.
قد يكون تفوق فاجنر مورا الواضح في جائزة أحسن ممثل هو ما جعل لجنة التحكيم تنتصر للممثلة الصاعدة حتى لا تذهب الجائزتان إلى نجوم عالميين، لكن حتى بهذه الحسابات تظل نادية مليتي من أهم المواهب التي قدمها لنا مهرجان كان، والتي سيكون لها بطبيعة الحال شأن في السينما الفرنسية التي ستفتح لها أبوابها بعد الحصول على الجائزة المرموقة.
أحسن سيناريو: أمهات صغيرات – بلجيكا
عندما تم الإعلان عن اختيارات المسابقة تسائل البعض عن سر إصرار المهرجان على اختيار أفلام الأخوين البلجيكيين جان لوك وبيير دردان في كل مرة، رغم تقدمهم في العمر وحصولهم على كل ما يمكن نيله من تقدير، فقد توّجا بالسعفة الذهبية مرتين، وبجائزة المهرجان الخاصة للعام 75 (كالتي حصل عليها يوسف شاهين في الدورة 50). لكن مع عرض الفيلم الجديد "أمهات صغيرات Jeunes meres" عرف العالم أن الرجلين السبعينيين لا يزال لديهما ما يمكن تقديمه.
حكايات عديدة صغيرة، أبطالها بشعر اعتياديين، صغار في العمر والمكانة، يعيشون على هامش المجتمع: فتيات في عمر المراهقة أو أوائل العشرينيات تحملن وتلدن أطفالًا لا يريدهم أحد، أو على الأقل لا يريدهم بعض ذويهم، فتلجأ الأمهات الصغيرات إلى دار رعاية متخصصة في التعامل مع الحالات المتشابهة، وفيها تتوازي الخطوط الدرامية التي نتعرف فيها على أكثر من أم صغيرة، تعاني كلًا منهم مشكلاتها الخاصة مع الأمومة المبكرة، ليرسم وجودهن معًا صورة كاملة عن معاناة ملايين البشر الذين يعشن في ظروف مماثلة حول العالم، حتى لو انتموا إلى أحد دول العالم الأول.
وبينما قد يتساءل البعض عن سر اهتمام رجلان أوروبيان أثرياء بمشكلات الأمهات المراهقات ومنهن ذوات جذور مختلفة، فإن مسيرة الأخوين دردان الحافلة بأعمال تهتم بالمشكلات الاجتماعية التي تشغل الشرائح المختلفة من المجتمع البلجيكي المعاصر تؤكد أصالة إخلاصهما في اختيار موضوع الفيلم، والمستوى المرتفع للعمل قياسًا لبعض أعمالهما الأخيرة يفسر قرار لجنة التحكيم بمنحه جائزة السيناريو في مسابقة حفلت بالنصوص السينمائية المتميزة.
جائزة خاصة: بعث – الصين
أحد أكثر أفلام المسابقة إثارة للانقسام، فمن بين النقاد والمتابعين من اعتبره تحفة المهرجان الفنية الأولى، ومنهم من رآه عملًا شكلانيًا، عسير المتابعة، تم إدراجه ضمن المسابقة قبل انطلاق المهرجان بأربعة أيام فقط لانبهار إدارة المهرجان بصانعه بي جان، دون أخذ وقت للتفكير في الفيلم نفسه، وهل له مكان وسط مسابقة هذا العام بالفعل، أم أن مكانه الأصح كان عرضًا خاصًا خارج المنافسة.
وبالرغم من أن حصول فيلم على جائزة هو تأكيد بديهي على استحقاقه الوجود، فإن طبيعة الجائزة الخاصة التي ابتكرتها لجنة التحكيم ولم تمنحها لعنصر بعينه أو تفسرها بأكثر من كونها "جائزة خاصة"، هو اختيار يؤكد في حد ذاته على صعوبة تصنيف "بعث Resurrection"، الفيلم الذي يحاول صانعه تقديم تحيّة طولها ثلاث ساعات لتاريخ السينما عمومًا، وتاريخ السينما الآسيوية تحديدًا.
روبوت يسافر في الزمن، ينتقل من عصر لآخر ليخوض خمس مغامرات تم تصوير كل منها بأسلوب يحاكي مرحلة ما من عمر الفن السابع، ليمثل تجاوز هذه العصور التحية المنشودة لتاريخ الصورة. لكن في سبيل بلوغ الصورة الكلية، على المشاهد أن يتحمل متاهة الأفكار والأحداث التي يلقيه المخرج داخلها. ولعل ذلك ما جعل مراجعة موقع "إندي واير Indiewire" للفيلم تتساءل في عنوانها إذا ما كان الفيلم إعادة تعريف لفن السينما أو اختبارًا لقوة تحمل المُشاهد.
لكن حضور هذا التساؤل في حد ذاته يعد توكيدًا على الدور الذي يلعبه مهرجان كان، بعرض الأحدث في عالم السينما، وإثارة الأسئلة الجديدة التي تستحق النقاش حول ما يتعلق بالشكل الفني للفيلم السينمائي.
اقرأ أيضا:
نجوم فيلم "ريستارت" مفاجأة حفل تامر حسني في دبي
#شرطة_الموضة: ملك أحمد زاهر بفستان "نسيم البحر" في أحدث جلسة تصوير … سعره في متناول اليد
#شرطة_الموضة: جومانا مراد بإطلالة كاملة من Dior في جلسة تصوير على شاطئ البحر
مفيدة شيحة عن سفرها للحج: الظروف مكانتش تقول أن يبقى معايا القدرة المالية ومحدش ييأس من رحمة ربنا
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5