موسم خصب. في مصر وسوريا والسعودية، يحمل عددا قليلا من الأعمال العادية، وعددا كبيرا من الأعمال السيئة، ونوادر من الأداءات والمشاهد المتقطعة المذهلة كان على رأسها مسلسل "الشرنقة"، هو في ذاته، ومعه التدخلات المذهلة التي تغنّيها سمر طارق. وبعض من الحبكات الأخرى بالطبع، هنا لا نتعرض لتلك الأعمال نقديًا سواء بالسلب أو الإيجاب. سواء المتواجد تتراتها أو لا. لكننا سنترك هنا خمسة تترات ربما كانت أكثر حميمية من أعمالها؛ ذكية وملهمة وتفكيكية لأبعد درجة ممكنة. تعبر تلك التترات عن مسار جيد، ومفتاح جيد لفهم تلك الأعمال. كلماتها مذهلة وموسيقاها أيضًا. هنا تترات تجسّد عمل فني قائم بذاته، ستصبح ذكرى حالمة للعمل أو لأي تأويل آخر.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
ظلم المصطبة: مش بتضحكلي، الدنيا مش بتضحكلي
بشكل عام، ساعدت موسيقى الوايلي في عمل فصلات نفسية للمشاهد في هذا المسلسل المليء بالخيانات. عالم مغلق. محدود الرؤية والحركة، ليس لديه مسارات كثيرة للترقي، أو الحركة. خيانات بين الأصدقاء القدامى في سلسلة متتالية من المفارقات. ستجد تعبير مثالي عنه في التتر، أولًا بكلمات محمود الخطيب الصادرة ليست بدافع التعاطف لكن لإطلاق صرخة تنبّه الآخر عن الدنيا: أصل حدوث تلك الخيانات. تجّرد الجملة الموسيقية هنا الإنسان وتتجاوزه للمدى. يدور بعدها الوايلي في جملة موسيقية مغلقة كعادته تضيّق الدائرة بمسار صوفي ما بعد حداثي تمامًا.
موسيقى تحوّل كلمات قليلة مكررة إلى مسار أشبه بالزار. التطور الدرامي هو البطل لدى تلك الأحداث. الكل يرغب في الهروب، بينما الحل الوحيد أمامهم هو تخيل ذلك الهروب. كل القواعد تنقلب نتيجة عودة سريعة للماضي. كادرات ضيقة وموسيقى متوترة وموتّرة. تقلبات وخيانات في أعمق أعماقها لديها شيء صادق يسعى للخلاص. توهة عارمة تنتابك مع السماع وإعادة السماع، دائرة من النشوة السعيدة والكآبة المفرطة لاحقًا. أقل من ثلاثة دقائق كافية لذلك.
ليالي الشميسي: وش اللي فعلته يا زمان!
يبدأ مسلسل ليالي الشميسي بأقوى عناصره على الإطلاق: تتر حميمي يتغنّى به المطرب ماجد المهندس بكلمات عاتبة على الجميع. تطرق أسماع المشاهد لتخبره عن تكالب بشري غير مبشّر ينتظر المشاهد على مدار الحلقات. تتر سوداوي يدين البشري في كل خطوة، والمصالح الفردية التي تعمي الكل دون استثناء.
سامي الجمعان يكتب على ألحان أخاه سامي. كلاهما على علم بالطبقة المفضّلة التي ينطلق من خلالها ماجد المهندس كل مرة. في إحدى الحفلات التي حضرتها للرجل في قلب الرياض. تكرر الضغط على موضع قوته تلك، سرقة مستمرة لشعور التعاطف لدى المستمع. المسلسل يبتغي ذلك في قصته التقليدية الشجية، وهكذا يصبح مناسب تمامًا هذا التتر للبكاء أو التباكي، ليس من أجل السخط على الحياة الحقيرة، فقط، بل من أجل التخلص منها بقدر ممكن أو حتى تمنّي وتخيل حياة أكثر رحابة.
أم 44: مخزون كولاجين
لا يمكن المرور من التترات دون إلقاء تحية واسعة للشاعرة منة عدلي القيعي التي بات لديها عدد غير قليل من الأغنيات النسائية الذكية خفيفة الظل، في أغلب المرات على الأقل. تلك كانت واحدة منهم.
هذا التتر يناسب تمامًا العمل الأكثر كارتونية في القائمة، وربما في الموسم الدرامي كله. إيقاع وتوزيع استعراضي، راقص، يقف بتتابعات قصيرة يسهل التورط معها. تتباهى بكل فتاة في العمل. مسلسل يجمع ثمانية قصص متفرقة لبطلات تسعى لخلق قصص حب في مجتمع كئيب يصعب التأقلم معه. بشكل عكسي تمامًا يختار التتر مواجهة ذلك بالرقص واللطافة وتصنّع الحب حتى يتحقق.
تحت سابع أرض: تأكلني الضباع تعلكني جلد أحسن من ناس كانتلي العمر
سوريا الملهمة تطرح عدد غير قليل من الأعمال كان أفضلها على الإطلاق مسلسل البطل على الرغم من كونه يحمل نقطة ضعف كبيرة في موسيقاه التصويرية. هنا تتر يمثل أفضل أداءات مغنّيه. أداء حزين وانفعالي ومعبر تمامًا.
الشامي هنا يكتب ويوزّع ويغنّي. التتر عربون محبّة سوريا الجديدة، التي تتمنى التغير، تأسي على الماضي دون الاستسلام له. صوت كربلائي تمامًا يتراجع عن الاستسلام فقط. تنويعات إيقاعية مختلفة بين التسريع والتباطؤ أو التوقف تمامًا للقول. لا يبدو المسار الموسيقى مهم تمامًا قدر الخطاب الذي يتغنى عليها.
منتهي الصلاحية: دنيا زي مولد احنا دراويشها
هنا عمل درامي متواضع، نوعًا ما. يحسب له ضمن أشياء قليلة أخرى دخول محمد عدوية إلى السباق الغنائي لتلك التترات: أقوى أصوات جيله، جودة صوت نادرة الوجود، وموسيقى جيدة يساعد معه دبل زوكش. هنا بحّة حزينة جنبًا إلى جنب مع صراخ غاضب وعدمي.
طلعة أشبه بملطع صعب الارتقاء لسيارة قوية على كل حال؛ مجموعة نصائح مختلفة على إيقاع ثابت، يتحوّل إلى أسرع قليلًا مع دبل زوكس، انتقال لحني وصوتي مفاجيء يخلق مفارقة محبّبة تمامًا. هنا عالم يحتضر قبل موته المحقق ومتوتر من مراهنات غير مضمونة أو قانونية أحيانًا، لذلك مثالي تمامًا المفارقة بين صوت حميمي محب وجميل وآخر صارخ تدرب على الأسفلت.
في العمل هناك توزيع سريع يمر بصوت عدوية الأب بشكل عابر توظّفه طيف سلطاني هاديء وسط الصخب، هدية جيدة من الابن والصنّاع، تمامًا مثلما يختار مسلسل قهوة المحطة أغنية أحمد منيب الملك "يا وعدي على الأيام".
صعب أن تمر تلك الأعمال دون هذه التترات. لاحقًا ستبدو كلاسيكيات ذكية، ربما كلها أو بعضها، لكنها موسيقى مثالية.
اقرأ أيضا:
#شرطة_الموضة: أسما إبراهيم بقفطان بلونين ومطرز في سحور برنامجها "حبر سري" ... سعره 27 ألف جنيه
فيديو – إلهام شاهين في "رامز إيلون مصر": بدور على حب جديد بس مفيش راجل يستاهل
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5