شاهدت الفيلم الرومانسي الشبابي الروح والطازج النكهة واللذيذ الطعم رغم المرارة احيانًا .. طبعًا ان جاز التعبير أو التصنيف لكافة عناصر وأركان صناعة الفيلم والمشاركين فيه دون استثناء .. فيلم " 6 أيام.. وعملت ايه فينا السنين" .. وبالرغم المساحة الزمانية لتطور الأحداث في الفيلم من البداية إلى النهاية والتي تتجاوز 16 عامًا تقريبًا .. لكن المؤلف والمخرج استلا منها فقط وببراعة شديدة 6 أيام من تلك الأعوام أو السنين كعلامات فارقة في حياة محبين منذ الطفولة .. وكأنها سنوات حاسمة وفاصلة في حياة كلا المحبين إلى الرشد ومواجهة ضغوطات الحياة وتعقيدات العلاقات الإنسانية حول بطلي القصة.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
وقد كانت بالفعل "6 أيام" سلط فيها المؤلف والمخرج ببراعة ودون اجتزاء مخل للسياق الدرامي للفيلم في لقاءات حاسمة وفاصلة في حياة كل منهما أجادا فيها الجميع بلا أدني شكك .. وفي ذكاء سينمائي متقد يشارك بطلي الفيلم في المبارزة الفكرية الرومانسية بين الحبيبين بفواصل ربما بالكلام أو الحوار أكثر من الصورة وأيضا بالسرد أكثر من التخيل التصويري لمجريات الاحداث للفعل المحكي عنه، وبما أن الفيلم قد اقتصر الفعل في لقاءات أو فصول 6 فقط من قصة حب تجاوزت 16 عامًا منذ يوم البداية أو ما قبل البداية Avant Titre إلى يوم النهاية The End مع التنقل معهما بين السنين أو الأعوام واطلع المشاهد والجمهور فقط علي الأيام الـ6 الفاصلة فقط، التقي فيها الحبيبين أطفالا بارادتهما في الجيرة والمدرسة ولكن فجأة ترد مشيئة القدر أو الأقدر أمام تلك العلاقة البريئة في مرحلة الطفولة ودون إدراك لأبعاد تلك العلاقة الثنائية البريئة أمام وحشية الواقع او الاخريين وبالرغم من ظروفهما الحياتية التي كانت متقاربة تحولت فجاءة الي ظروف حياتية صعبة لكل منهما.
وقد يتأثر كل منهما بقرارات غيره دون اختياره سلبًا وبعدم الانسحاب أو دون نقاش أو فهم لما يحدث إلا بعد فترة من الزمن وهذا ما تفعله السنين في الإنسان في اكتشاف أو إعادة اكتشاف نفسه أو الآخريين من حوله ولكن ربما بل أكيد بعد فوات الأوان أو ازدياد الأمور تعقيدًا .. وتفعل فجوة التواصل أو الاتصال فعلتها دون إعطاء الفرصة للحديث أو الحوار أو حتي الجدال إلى أن نصل إلى اللقاء الأخير أو لقاء الحسم والتسليم للقدر المصر على أن يجمعهما مرة أخرى وأخيرة للدفع بالعزم سويًا نحو عدم الفراق رغم كل الصعوبات والمشاكل والتحديات لينتهي الفيلم نهاية سعيد.
الفيلم يناقش برؤية شديد النعومة والهدوء الفرق بين سياسة النفس الطويل في العلاقات العاطفية او القصيرة منها ويساهم في رسم العلاقات الإنسانية بشكل عام وخصوصًا الأسرية منها وتأثيراتها علي الابناء في مسيرة حياتهم التعليمية والعملية والوظيفية والزوجية وتحديد تلك المسارات علي سياقات الحياة في الماضي والحاضر والمستقبل لأي إنسان.
ويؤكد الفيلم على أن الإنسان بطبيعته قد يرفض أن يفرض عليه أمر ما من الأمور أو قد يستريح لفترة ما لإدارة حياة أو مصير الاخريين ولكن قد يلعب القدر لعبته وتقرر المشيئة ما يخالف ذلك تمامًا أو يغايره سواء بمنطق أو بدون منطق أحيانًا كثيرة .. ليجد الإنسان نفسه إما مستسلمًا لقدره أو غير ذلك من محاولات لتشكيل حياته كما يريد .. ويبقي الرضا بما قدر له من قبل الآخريين لذاته هو الأساس الأفضل أو المفضل حتي ولو كان عكس من خياراته المتحررة من أي قيود أخرى ولكن دون أن تتنازل عن شرف المحاولة في التغيير.
وقد برع المؤلف وكاتب السيناريو وائل حمدي في ذلك إلى حد كبير وعقد ائتلاف مع المخرج كريم شعبان لولا أنهما كان ضنينين أو شحيحين في تغليب الحوار على الصورة والمشهد، وربما الموضوع هنا قد يتقاطع مع الانتاج الذي كان مميزًا إلا انه كان أيضًا محددًا في الاكتفاء ب 6 ايام فقط وما يضمه كل يوم منهم مع تفاوت نسبي في المشاهد جميلة في كل يوم علي حدة للتلقي وللتحاور بين الحبيبين وفي مواقف مختلفة، وأماكن متعددة وقد سبق للمؤلف والمخرج أن قدما سويًا فيلمًا باسم "يوم" وبدأت بعده المسيرة رحلة الأفلام أو الأيام بتعاون ناجح قد يمتد لشهور وأعوام في الأفلام.
كما قدم بطلا العمل أحمد مالك وآية سماحة قدرات عالية في الأداء والتعبير والتغيير في الانطباعات والمواقف بشكل ناعم جدا وسلسل ماتع، استخدام ولا أروع في الأغاني الراسخة في وجدان المشاهد مع كل يوم أو كل مرحلة من أيقونة وعملت إيه فينا السنين أو رائعة "الهوي سلطان"، ليفاجئنا كل من المؤلف والمخرج بإرادة أو انتصار القدر وقبوله مؤخرًا وفي ذلك تأكيد سينمائي رهيب للقاعدة الشهيرة "انت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد"، والزواج والارتباط العاطفي مثل الميلاد والوفاة لا دخل لنا في حدوثها إلا إذا تجرأنا والعياذ بالله من المكتوب والقدر والمشيئة، فيلم جدير بالثقة في المشاهدة ويجعلك أسير للمزيد من الأفكار فيما بعد المشاهدة ويجعلنا نشعر الراحة والسعادة خصمان لا يلتقيان بالاختيار فقط ولكل بمشيئة الأقدار أولا أو كلاهما معا إذا القدر شاء.
اقرأ أيضا:
نانسي مجدي تدافع عن أحمد حلمي بعد الهجوم عليه: نعيش في مجتمع مزدوج فكريا
إعلاميات يفتحن النار على بسمة بوسيل: كفاية تمثيل دور الضحية وعيب ده أبو ولادك وهو مكانش راجل مسلم؟!
إكرامي يستعيد ذكريات فيلم "رجل فقد عقله": أعدت تصوير مشاهد أكثر من مرة بسبب عادل إمام
صابرين تكشف أسرار رشاقتها: استخدمت الحقن لفترة .. والكوارع والبرتقال عناصر مهمة أثناء "الدايت"
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5