يصادف عرض الموسم الثاني من مسلسل "مو" مشاهد عودة النازحين من غزة لبيوتهم بعد أكثر من عام من التهجير، ربما لنعي جيدا، معنى مفتاح البيت وحفاظ الفلسطينيين عليه وتوارثه أجيالا وراء أجيال.
يعاني "مو"، محمد عامر، في الحلقتين الأولى والثانية من رحلة صعبة عليه خوضها للوصول من المكسيك إلى أمريكا، حتى وإن كان بطريقة غير شرعية، بحثا عن حق اللجوء هناك، رغم قضائه 22 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذا ليس ما يحلم به، فحلمه هو العودة لفلسطين، والبحث عن مفتاح بيت جده.
الانتصار للمبادئ
يتمكن بالفعل "مو" من الوصول للولايات المتحدة الأمريكية، ليجد أن 6 أشهر غياب، كانت كفيلة على الجميع لاستكمال حياتهم، شقيقه "سمير"، استولى على غرفته، ونفذ بالفعل مشروعه في تجارة زيت الزيتون، وحبيبته "ماريا" تواعد شخصا آخر، فما المانع من تنفيذ حلمه بالسفر لوطنه.
الانتصار للمبادئ
يرفض "مو" فرصة سهلة للعودة للولايات المتحدة الأمريكية، لمجرد رفضه الاعتراف أن ما يحدث في فلسطين هو صراع، هو يريد من المسئول المكسيكي الاعتراف بأنه احتلال وليس صراعا بين فريقين متساويين، يسخر من نسب الإسرائيليين للطعام الفلسطيني لهم، ويتمسك بأصوله وتراثه، ورغم مبادئه الواضحة تجاه قضيته، فهو لا يمانع مثلا في بيع البضائع المزيفة على أنها فاخرة.
يحاول "مو" طوال أحداث المسلسل الحفاظ على هويته في مجتمع تتعدد فيه الثقافات، نجده يرتدي قناع "الدب الفلسطيني" في ساحات المصارعة المكسيكية، مزين بطبعات للبطيخ الذي أصبح يرمز للعلم الفلسطيني، ونجد أسرته تعمل على تصنيع زيت الزيتون وهي صناعة فلسطينية الأصل، فهو يعلم أصوله جيدا ويبحث عنها بداخله طالما سمحت له الفرصة.
العودة للوطن
كان يظن "مو" أن عودته للولايات المتحدة الأمريكية هي نهاية المشقة، ليكتشف أن هناك مشقة أخرى، وهي العودة لفلسطين، ليتلقي بأسرته هناك، ويظهر بعد آخر للقضية الفلسطينية يلمسه بنفسه من معاناة دون خوض حوارات تحمل الكثير من الشعارات على الشاشة.
نجوم على قدر المسئولية
أسرة "مو" الصغيرة، جاء اختيارها على قدر كبير من التناغم، تمكن محمد عامر من تقديم الشاب الفوضوي المندفع دون تفكير بطريقة مناسبة وليست مبالغ فيها، لم يحاول انتزاع الضحك من الجمهور دون مجهود، بل جاءت الإيفيهات مناسبة للمشاهد بالفعل، كما في مشاهد سخريته من نسب صديق حبيبته الجديد من الأكلات الفلسطينية للثقافة الإسرائيلية مثلا.
أما الأم "يسرا النجار"، فرح بسيسو، جاء دورها خاطفا وظهورها محببا، بين الأم الموبخة لتصرفات ابنها وفي نفس المشهد تحنو عليه لاشتياقها له ولتفهمها الصراع الدائر بداخله، وهي نفس الشخضية التي قدمتها شيرين دعيبس أو "ناديا النجار" الأخت الكبرى، فهي تحمل في قلبها نفس ما تحمله أمها، وإن اختلفت طرق التعبير عنه.
وجاء ظهور الفنان كامل الباشا مفاجئا لكنه محببا للقلب بملامحه المطمئنة.
يُحسب لمسلسل "مو" في هذا التوقيت الحساس لما تشهده فلسطين، أنه حافظ على تقديم الهوية الفلسطينية ومعاناة أبنائها اللاجئين للخارج، فإن خرجوا منها غرما عنهم، فهم لم يستطيعوا إخراجها منهم أو من ابنائهم.