يظن البعض أنهم مختلفون كثيرا عن آخرين يصفونهم بأشد وأقوى العبارات السلبية، لكنهم متباينون في الآراء فقط لأنهم يقفون بين أقصى اليمين وأقصى اليسار في بعض القضايا، لكنهم وجهان لعملة واحدة، فروع مختلفة من جذر واحد، دون أن يدركوا ذلك، تنبت أفكارهم من شجرة التشدد وامتلاك الحقائق والرجعية، دون أن يشعرون.
يربط الكثير بين الأفكار السلفية والتشدد في المواقف مع المعتقدات الدينية فقط، لكن التشدد هو أسلوب تفكير يحكم الكثير في كل الأمور، سواء كانت دين أو انتماء أيديولوجي أو رياضة أو فن.. الخ.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
يهاجمون بعضهم البعض، ويرون أن الآخر متشدد ومتعصب، بينما هو متعصب أو متشدد لأمر آخر، يدفع عن نفسه هذه التهمة بعبارات واهية، "إلا المقدسات، إلا عادات المجتمع، إلا التراث"، والأخيرة بعد أن كان يشار لها على إنها التراث الديني، أصبحت تشمل كل شيء، هناك تراث فني ورياضي وشخصيات مقدسة لا يمكن الاقتراب منها.
إن مجرد التفكير في تفكيكها أو تحليلها أو الحديث عنها بشكل سلبي هو بمثابة فتح أحد أبواب جهنم، فتخرج أفواه النيران حاملة التهم الجاهزة، تسخيف وتقليل من القائل، اتهامه بأن غير مؤهل للحديث في هذا الأمر، وربما تصل الاتهامات إلى التخوين والتكفير في بعض القضايا.
الرأي، مهما كان صاحبه غير مؤهل أو مبني على تصورات خاطئة في وجهة نظر البعض، يظل رأيًا، لصاحبه كامل الحق في قوله والدفاع عنه، وللآخرين حق الرد عليه سواء بمجرد رأي مماثل مبني على الهوى والتفضيلات الشخصية، أو رد مبني على نظريات وأسس.
وهناك فرق كبير بين الرأي وبين الكتابات النقدية، فالأخيرة حتى لو كانت نابعة من هوى الشخص وتفضيلاته، فهي رهينة إن يبرز الأدلة عليها، وهذا لا يجعلها أيضًا حقيقة مطلقة، بل مردود عليها بآراء نقدية أخرى مبنية هي الأخرى على أدلة.
وعندما يتعلق الأمر بالمهن الإبداعية تحديدًا، فإن من المفترض إن تزيد المرونة في تقبل الآراء، ليس لشيء إلا إن القواعد في تلك المهن، مثل الفن، لم تُوضع إلا لكسرها، فنحن لا نتحدث عن عملية جراحية يقول أحد الأشخاص رأيه في كيفية إجرائها، لكن في عملية إبداعية قائمة على التفاعل بين الشخص وما يراه أو يسمعه.
يختلف هذا التفاعل، حسب أمور عدة متعلقة بالشخص بالتأكيد، تعليمه وثقافته وإطلاعه وتركيزه، لكن في النهاية من حق كل شخص إن يتفاعل حسب رؤيته ويعبر عن هذا، ومن قلب الاختلاف في الآراء والنقاشات، تكون المجتمعات قادرة على تطوير نفسها، من خلال الأفراد الذين يطور النقاش أفكارهم ويفتح لهم آفاقا جديدة.
لا فرق ما بين رافض لتقييم فنان أو لاعب أو أعمال فنية أو شخصيات عامة، وما بين رافض لتقييم أو إعادة فتح نقاشات حول شخصيات دينية أو أمور دينية متعلقة حتى بالفروع وليس أصل المعتقد ذاته، وما يزيد من تعاسة الأمور أن تجد دعاة ليبرالية أو أصحاب مهن إبداعية يحجرون على الآخرين.
فما أثير مؤخرًا من موجة غضب عارمة وتسفيه من رأي عمر متولي في الفنان الراحل شكري سرحان وصولا إلى التهديد بالمحاكمة، هو الأزمة، وليس مخالفة الرأي نفسه.
ليس مهمًا ما هو تقييم شكري سرحان؟، وهل هو أعظم ممثل في القرن الماضي.. لأنه صاحب أكبر عدد من الأفلام في قائمة أفضل 100 فيلم من بطولته؟، فالقائمة نفسها هي محل جدل دائم، ومع تغيرات الزمن أصبحت النظرة لهذه الأفلام مختلفة، ليست بشكل سلبي دائمًا، فربما أفلام تستحق الصعود وأخرى الهبوط أو الخروج تمامًا، لكن المهم أن يقول كل شخص رأيه ليس في شكري سرحان ولا القائمة، لكن في كل شيء، طالما لم يتبع هذا الرأي بتهديد لآخرين أو مخالفة لقانون.
قبل أيام انتشر مقطع فيديو للفنان فاطمة رشدي مصحوبًا بسخرية من أدائها، رغم أن طريقة التمثيل هي الشائعة وقتها، هذا الفيديو يجب أن يتم الوقوف أمامه بفخر، فقد كانت لمصر سينما منذ بدايتها في العالم، لكن لا يمكن في الوقت نفسه الإشادة بأدائها بعد كل هذه السنين، وهما أمران غير متضادين، فكل فكرة وكل شخص قدم شيئًا هم في تنافس إلى نهاية هذا الكون، وربما تكون الإشادة بالعبقرية مقارنة بواقع الزمان وقتها، لكن الحياة قد تكون تجاوزتها.
كلما زادت مقدسات أي مجتمع زاد تحجره ووقف ضد عجلة الزمن، وكلما كان قادرًا على فتح نقاشات بحرية وتقبل الآراء كلما كان أكثر مرونة وحقق التطور.
اقرأ أيضا:
نهائي "كأس السوبر الإسباني" بصوت مدحت شلبي وفارس عوض
نشوى مصطفى عن خروجها قبل انتهاء شهور العدة: مرتبطة بتعاقدات … مينفعش أتسول أو استلف
جمال العدل يتحدث عن خلافه مع محمد هنيدي: بعتله واتساب ومردش
القبض على هدير عبد الرازق بتهمة احتجاز شاب
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5