>> استغرقت 5 سنوات من أجل إنجاز الفيلم وتم عرضه في أكثر من 40 دولة حول العالم وحصل على العديد من الجوائز
يعتبر فيلم (7 شتاءات في طهران) للمخرجة الألمانية "شتيفى نيدرزول" واحد من أهم الأفلام الوثائقية التي سلطت الضوء على غياب العدالة في المجتمعات المنغلقة التي يناضل مواطنوها في سبيل الحرية، ويدفعون الثمن من أجل الحصول على العدالة في وطنهم.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
تعود أحداث الفيلم الذي حصل على العديد من الجوائز، إلى واقعة حقيقية حدثت في مدينة طهران الإيرانية عام 2007، لشابة إيرانية تدعى "ريحانة جباري" كانت تعمل مصممة ديكور، واتفقت مع طبيب يدعى "مرتضى سربندي" على تنفيذ ديكورات عيادته، وهناك تفاجأت أنه يخدعها، وأن غرضه من اللقاء هو محاولة اغتصابها، وعندما لم تفلح توسلاتها له بأن يتركها طعنته بسكين دفاعًا عن شرفها، ليقبض عليها، وتواجه تهمة القتل العمد لإحدى الشخصيات الأمنية الإيرانية، مما جعل القضية تأخذ منحى آخر، لم يكن في صالحها على الإطلاق.
رغم تضامن العالم مع "ريحانة" في تلك الفترة، حيث هزت أخبارها المجتمعات الداعمة للحرية، إلا أنه قد تم شنقها عن عمر يناهز الـ26 ربيعا، بعد أن قضت سبعة أعوام داخل السجون الإيرانية، ليتحول خبر إعدامها إلى صرخة مدوية في وجه الظلم والطغيان، لكن كيف وصلت هذه القصة إلى المخرجة الألمانية "شتيفي نيدرزول"؟ وكيف استطاعت أن تدخل بكاميرتها، وتسجل ما تعرضت له "ريحانة" وأسرتها من تنكيل، منذ إلقاء القبض عليها، حتى إعدامها شنقا، لتجعل من فيلمها وثيقة ضد الظلم لن يمحوها الزمن؟
كل هذه الأسئلة وأكثر وجهناها لمخرجة الفيلم "شتيفي نيدرزول" التي انفردنا بلقائها عند زيارتها لمعهد جوتة بالقاهرة، حيث عرض فيلمها فيه ضمن فعاليات أسبوع الأفلام ... فإلى نص الحوار:
في البداية نود أن نعرف كيف تعرفت على قصة "ريحانة جباري" وما الذي دفعك للتفاعل معها وتوثيقها في فيلم سينمائي؟
عرفت القصة من الصحف أثناء حدوثها، ولم أتأثر بها بدرجة كبيرة آنذاك، لكن بعد إعدام "ريحانة" بعامين، علمت أن أحد معارفي على علاقة بأسرة "ريحانة" التي تواجد بعض أفرادها في ألمانيا كلاجئين، ومن خلاله تعرفت على والدتها، وبدأت أتحدث معها عما جرى لابنتها، وأسألها كثير من الأسئلة، وعلمت منها بوجود مادة فيلمية تم تصويرها بسرية تامة، قام بتصويرها ناشطون يعملون في مجال مناهضة الظلم الواقع على المرأة في إيران، ومن هنا جاء اقتراح صناعة فيلم عن قصة "ريحانة".
الفيلم قوامه الأساسي لقاءات مع أسرة "ريحانة" بالإضافة إلى المشاهد التي تم تصويرها خلسة أثناء محاكمتها، وانتظار حكم الإعدام عليها، وغيرها من المشاهد التي تم تصويرها في طهران، هل تطلب الأمر منك الذهاب إلى هناك؟ وكيف تمكنت من التصوير في ظل كل هذا القمع الذي تعاني منه إيران؟
لم أوافق على فكرة إخراج الفيلم إلا بعد مشاهدتي للمادة المصورة، وشعوري أنها تصلح كأساس للفيلم، لكن عندما بدأت العمل فعليا اكتشفت أنها ليست كافية، وهو ما تطلب مني العمل على مدار خمس سنوات كاملة من أجل خروج الفيلم إلى النور، ومع ذلك لم أذهب إلى طهران أبدا، لكن لجأت إلى شركة متخصصة في التصوير الخفي الذي تقوم به بطريقة غير شرعية، واستطعت أن أحصل من خلالهم على العديد من المشاهد التي كنت أحتاجها من أجل إتمام الفيلم.
الفيلم قدم "جلال" ابن القتيل بشكل إنساني جدا، لدرجة أن والدة "ريحانة" قالت في أحد المشاهد أنها تشفق عليه بسبب سمعة والدة التي تلطخت، رغم رفضه العفو مما تسبب في إعدام ابنتها، لماذا لم تفكري في لقاء "جلال" والتحدث معه؟
تمنيت ذلك، وحاولت كثيرا، لكنه رفض بشدة أن يشارك في الفيلم.
في نهاية الفيلم أشرت إلى مصير والدة "ريحانة" وأشقائها الذين تمكنوا من اللجوء إلى ألمانيا، في حين أن الأب كان ممنوعا من الخروج من إيران، كيف هو وضع الأسرة حاليا؟ وهل أنت على تواصل دائم معهم؟
لا يزال الوضع على ما هو عليه، حيث تعيش الأم في ألمانيا، ولا يتمكن الأب من مغادرة طهران، وأنا قريبة جدا من الأسرة حتى اليوم، لأنهم مهتمون جدا بمعرفة ردود الفعل على الفيلم، وأحيانا أفتح كاميرا هاتفي، وأصور لهم ردود فعل الجمهور بعد العرض.
حدثينا عن ردود الفعل تلك، وهل وجدت خلال رحلتك مع الفيلم نماذج تشبه "ريحانة" وما تعرضت له من قهر؟
الفيلم عرض أكثر من 40 مرة في دول مختلفة، وتفاعل معه الجمهور في كافة البلاد، ويتم فهمه بعمق أكثر في الدول الإسلامية التي يستوعب جمهورها بعض التفاصيل المتعلقة بالحجاب، وتنفيذ حكم الإعدام في الأشهر الحرم وما إلى ذلك، وبشكل عام يرى الجمهور نفسه في الضحية، ويطبق ما يراه على ما يحدث له في الواقع، وعلى سبيل المثال في المكسيك، والتي تشيع فيها ظاهرة قتل (الزوجات/الصديقات)، وجدت تفاعلا كبيرا من السيدات اللاتي وجدن أنفسهن في "ريحانة"، وفي تركيا، تحول النقاش بعد الفيلم إلى حالات مشابهة حدثت في تركيا ولم نتحدث عن موضوع الفيلم، وقد قالت لي إحدى السيدات أنها ستحصل على نسخة من الفيلم وتعرضها على الرجل الذي اغتصبها ليعلم تأثير فعلته، والحقيقة أن التأثير لم يقتصر على السيدات فقط، فالفكرة لم تقتصر على الاغتصاب، بل السجن والتعذيب الذي يلاقيه النزلاء فيه، وقد حضر رجل سوري إلى أحد العروض وقال لي "لقد شاهدت في فيلمك السجن الذي اعتقلت به وتعذبت فيه".
ما هي مشاريعك الفنية القادمة؟
أعمل الآن على الإعداد لفيلم وثائقي عن استغلال العمالة الألمانية وعدم احترام الإنسان، كما أعد لفيلم روائي استوحيته من (7 شتاءات في طهران) يدور حول فكرة أن يعيش الضحية والجاني في نفس المكان، وقد جاءتني فكرته لأن القاضي الذي حكم على "ريحانة" بالإعدام يعيش في نفس المدينة، وعلى مقربة من منزل أسرتها.
اقرأ أيضا:
خالد الصاوي: ألحدت فترة من حياتي وتعاطيت المخدرات وكنت على حافة الموت
بعد وقف برنامجها ... ريهام سعيد تعلن انتهاء عقدها مع قناة "هي"
طبيب شيرين عبد الوهاب بعد نجاح حفلها: حان وقت الرد
سحب الجنسية الكويتية من داود حسين ونوال الكويتية
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5