انهيار وبكاء أحمد داود وآسر ياسين في "سوتس بالعربي" .. هل تغلبا على Suits الأمريكي؟

أحمد حتحوت | فى سينما وتلفزيون

هل تغلب أحمد داود وآسر ياسين على النسخة الأمريكية في سوتس بالعربي؟

الإثنين , 25 أبريل 2022 - 20:04 | اخر تحديث: الإثنين , 25 أبريل 2022 - 20:04

حلقتان متتاليتان من "سوتس بالعربي" تضمنا بكاء البطلان بعد تلقيهما خبر وفاة شخص عزيز عليهما، ورغم اختلاف طريقة تعبيرهما عن الحزن، فهما بينهما شيء مشترك وهو تفوقهما على النسخ الأصلية.

في الحلقة 22، يكسر آسر ياسين قواعد غروره ويخرج عن عادة "إذا ظهرت ضعيفًا، لن يرحموك"، ويظهر باكيًا لأول مرة في تاريخ "سوتس بالعربي" بعد أن يأتي له خبر وفاة والده، ويمر بداخل الشركة في محاولة لكتمان مشاعره داخله، باحثًا عن مكان فارغ ليبكي وحده، ويصل "زين" إلى غرفة الأرشيف ليبكي بمفرده ويظهر بشكل لم نراه من قبل.

وتبعه أحمد داود في الحلقة 23 حيث يعلم بموت جدته في اليوم الذي حاول فيه إسعادها بشراءه بيت جديد بالمكافأة المالية التي حصل عليها، ولكنه لم يحظى بفرصة إسعادها لأنها تموت في البيت القديم، وينهار "آدم" باكيًا في الغرفة أمام جاره ويقرأ على روحها القرآن، الذي يجد في داخله ورقة بها دعوة له من جدته الراحلة.

نرشح لك: إشادات بأداء أحمد داود في مشهد وفاة جدة آدم بـ"سوتس بالعربي"

في الحلقة الأمريكية من Suits التي تضمنت مشهد تلقي "هارفي سبيكتور" خبر وفاة والده، لا يستغنى الممثل جابرييل ماخت عن طبع شخصيته "الثابت" والمغرور، وتظهر الدموع في عينه لثواني. لا يختلف المشهد عن النسخة المصرية فقط في أداء ماخت، بل إن هناك فرق مؤثر في الكتابة والإخراج أيضًا يجعل المشهد أقل عاطفية.

من الممكن تبرير استغناء الكاتب ريك موراجي عن مشهد في حدة ما كتبه ياسر عبد المجيد لآسر ياسين، اعتبارًا أنه يتعلق بطبيعة الشخصية المتكبرة وباردة المشاعر، واعتبارًا أن الأمر يتم التعليق عليه في نفس الحلقة من قبل "زوي" التي تنتقد البطل لاهتمامه بالعمل أكثر من الحداد على والده. ولكن الحلقة التي تليها تتضمن تلقي "مايك روس" لخبر وفاة جدته، ويكون بكاء الممثل باتريك جاي أدامز أشبه ببكاء الأول على الرغم من كونه البطل الأكثر حساسية الذي ننتظر منه كمشاهدين جهدًا أكثر من ذلك، ليس فقط لكونه الأكثر عاطفية ولكن أيضًا لكون موقفه أكثر حزنًا. فهو أراد أن يفاجئ جدته بشراءه شقة فاخرة كي تعيش بها بدلًا من دار المسنين، ولكنه لم يحظى بالفرصة.

يعطي سيناريو ياسر عبد المجيد المساحة لأحمد داود أن يبدع في ردة فعله بعد معرفته بوفاة جدته، في مشهد مؤثر رأى "آدم" يحتضن جدته ويقرأ القرآن على روحها. كما يبين المشهد فرقًا منطقيًا بين شخصيته وشخصية "زين"، فالأول لا يخشى أن يبكي أمام غيره ويستمر في الإنهيار حتى بعد دخول جاره عليه، بينما الأخير يكتم الألم بداخله حتى يجد مكانًا فارغًا ليجمعه بعواطفه.

الجدير بالذكر أن المخرج عصام عبد الحميد تعمد إضافة عنصر التوتر الذي تغيب عن المشهد الأمريكي، وهذا باستخدامه تقنية اللقطة الواحدة حيث تبعت الكاميرا آسر ياسين وهو يعافر في إخفاء مشاعره ابتداء من علمه بالخبر حتى وصوله إلى المصعد.